جاكسونفيل، ولاية فلوريدا — لتحصل على لمحة عن مستقبل الطب، ما عليك إلا أن تخطو داخل مركز مايو كلينك المتطور للطب الشخصي. فهناك يعمل الأطباء والباحثون وعلماء البيانات ومهندسو الذكاء الاصطناعي واختصاصيو أخلاقيات علم البيولوجيا جنبًا إلى جنب لفحص مجموعات بيانات “أوميكس” الضخمة. هذا النهج المبتكر هو نتاج مشاركة آلاف المرضى في الدراسات البحثية والتجارب السريرية المرتبطة بأوميكس.
تسعى الفرق متعددة التخصصات وراء اكتشاف البصمات البيولوجية وأنماط الأمراض الخفية، بما فيها السرطان. وتكمن آمالهم وتوقعاتهم في تعزيز تطوير علاجات فردية وأساليب وقائية مؤثرة لكل فرد.
على الجانب الآخر، يكتشف المشاركون في الأبحاث ما إذا كانوا حاملين لأنواع معينة من الطفرات المسببة للأمراض. في الوقت الحالي، يمكن تضمين نتائج جينومية معينة في السجل الصحي الإلكتروني لكل مريض لتوجيه رعايته الصحية الشخصية، ويشمل ذلك العلاجات والفحوصات الشخصية المحتملة. وسيمكن في المستقبل القريب تضمين المزيد من بيانات الأوميكس (علم البروتيوميات، وعلم الصيدلة الجينية، وعلم الأيض، وعلم التعرض للآثار الخارجية، إلخ) لتصميم خارطة طريق شخصية غاية في الدقة لصحة المرضى وعافيتهم.
يقول الدكتور جون بريسوتي، دكتوراه في تقويم العظام، طبيب أسرة في مايو كلينك: “أعتقد أن هذا الكم الهائل من بيانات الأوميكس سيغير الطريقة التي نمارس بها طب الأسرة،” “حيث من المرجح أن نشهد تغييرات كبيرة تحدث في وقت قصير يتراوح بين سنتين إلى خمس سنوات من الآن.”
الأوميكس هو مجال ناشئ متعدد التخصصات في العلوم البيولوجية التي تشمل علم الجينوم (دراسة الجينات)، وعلم البروتيوميات (دراسة البروتينات)، وعلم التعرض (دراسة التعرض البيئي التراكمي)، وعلم النسخ (دراسة التعبير الجيني على مستوى الحمض النووي الريبوزي المرسال)، وعلم الصيدلة الجينية (دراسة كيفية تأثير الجينات على الاستجابة للأدوية)، وعلم الأيض (دراسة الجزئيات الصغيرة)، وغيرها الكثير.
يستخدم الباحثون في دراسات الأوميكس مجموعة أدوت مبنية على الأساليب العلمية الدقيقة — مثل تسلسل الحمض النووي، والمصفوفات الوراثية الدقيقة، وقياس الطيف الكتلي، وغيرها من التقنيات عالية الإنتاجية. يمكن لهذه التقنيات مساعدة العلماء لقياس وتحليل جزيئات أوميكس البيولوجية المختلفة بشكل متزامن وعلى مستويات متعددة في أعماق الخلايا والأنسجة والمكونات البشرية — حيث تنشئ العديد من الأمراض.
استشراف مستقبل زيارات الرعاية الصحية
بصفته طبيب أسرة، يدمج الدكتور بريسوتي بالفعل علم الجينوم والفحص الجيني في عمليات صنع القرار الطبية اليومية لمرضاه، لإدراكه إمكانيتهما في اكتشاف الأمراض الموروثة، وتقليل مرات تشخيص السرطان في مراحله الأخيرة، وإنقاذ الأرواح.
يوضح الدكتور بريسوتي قائلًا: “إذا تمكنت من المساعدة في تحديد المرضى الأكثر عرضة للإصابة، فسيمكننا البدء في فحصهم في مرحلة مبكرة وتجنب حالات السرطان النقيلي والوفيات المبكرة بسبب السرطان،” “الخلاصة هي أن الأمر لا يتعلق بفحص كل مريض لاكتشاف كل مرض، لأننا على الأغلب سنواجه بسيل من البيانات إذا فعلنا ذلك. ولكن ما نرغب في عمله هو معرفة من هم الأكثر عرضة للأمراض، ومن ثم إجراء الفحوصات المناسبة.”
وحجر الزاوية في هذه الجهود هو ضم خبراء مايو كلينك في علم الجينوم إلى فريق الرعاية الصحية المتابع لمرضاه لتوفير التوعية والتثقيف.
يقول الدكتور بريسوتي: “يعلم مرضى مايو كلينك أن المعلومات الوراثية التي يتلقونها هي معلومات موثوقة،” “ويشعرون بالأمان لدى حديثهم مع مستشاري وعلماء الوراثة الطبية لدينا.”
في نهاية المطاف يتصور الدكتور بريسوتي اليوم الذي سيتمكن فيه من دمج بيانات أوميكس المتعددة في ممارساته، يشمل ذلك علم الصيدلة الجينية — وهي دراسة كيفية تأثير الجينات على الاستجابة للأدوية. يضيف الدكتور أن نهج أوميكس المتطور سيساعد في جعل زيارات المرضى أكثر تركيزًا على الرعاية الاستباقية والوقائية بدلًا من الرعاية التفاعلية.
لمزيد من المعلومات، يمكنك الرجوع إلى مدونة مركز مايو كلينك للطب الشخصي.
###
نبذة عن مايو كلينك
مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير التعاطف والخبرة لكل مَن يحتاج إلى الاستشفاء والرد على استفساراته. لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك، تفضَّل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية.