أدرجت تجربة سريرية 10 بالغين لعلاج الشلل الناتج عن إصابة جسدية في الحبل النخاعي. بعد حقن الخلايا الجذعية، أظهر المريض الأول تحسنًا في الحركة والوظائف الحسية، ولم تظهر عليه آثار ضارّة خطيرة، وذلك وفقًا لتقرير الحالة الذي نشرته Mayo Clinic Proceedings.
وفي المرحلة الأولية من التجربة السريرية متعددة التخصصات، تختبر الدراسة السلامة والآثار الجانبية والجرعة المثالية من الخلايا الجذعية. وأظهرت النتائج الأولية للتجربة تفاوتًا في استجابات المرضى. ويخطط فريق Mayo لمواصلة تحليل استجابات المرضى، وستُنشر النتائج الإضافية للمرضى التسعة الآخرين.
صرح الدكتور محمد بيدون، اختصاصي جراحة الأعصاب في Mayo Clinic والمؤلف الأول للتقرير، قائلًا: “في تقرير الحالة الذي بين أيدينا، أظهر المريض الأول استجابة رائعة، ولكن أظهر مرضى آخرون في الدراسة استجابات متوسطة وبعضهم لم يظهر استجابات، ومن بين أهداف هذه الدراسة والدراسات المستقبلية أن نحدد بدقة المريض الذي سيستجيب وسبب اختلاف استجابات المرضى لحقن الخلايا الجذعية.
النتائج مشجعة حتى الآن لمن يعانون إصابات في الحبل النخاعي، كما أننا عاكفون على استكشاف مجموعة من الخيارات للعلاج الذي يمكن أن يحسن الوظائف الجسدية بعد هذه الإصابات المدمرة.”
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتراوح عدد الذين يعانون من إصابات في الحبل النخاعي ما بين 250,000 إلى 500,000 شخص على مستوى العالم سنويًا، وغالبًا ما تكون مصحوبة بفقدان في الوظائف الحركية والحسية مما يؤدي إلى تغير في نمط الحياة. وينتج 90% من هذه الحالات عن إصابات جسدية.
تلقى جميع المرضى المشاركين في هذه الدراسة علاجًا بالخلايا الجذعية المستخرجة من الدهون، وهو علاج تجريبي لم تعتمده إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للاستخدام واسع النطاق. ولكن سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية باستخدامه في هذا البحث.
في تقرير الحالة، تعرض المريض، عندما كان في 53 من عمره، لإصابة في الحبل النخاعي في رقبته بسبب حادث أثناء ركوب الأمواج في عام 2017. تعرض المريض لفقدان كامل في الوظائف أسفل مستوى الإصابة، مما يعني عدم قدرته على الحركة أو الإحساس بأي شيء أسفل رقبته. خضع المريض لجراحة لتخفيف الضغط عن الفقرات العنقية والتصاقها، وعلى مدار بضعة الأشهر التالية، ومع العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي، استعاد المريض قدرة محدودة على استخدام ذراعيه وساقيه وتحسنت بعض الوظائف الحسية لديه. ولكن، توقف التقدم بعد ستة أشهر من الإصابة.
سجّل المريض في الدراسة بعد تسعة أشهر من الإصابة. تم جمع الخلايا الجذعية لديه بأخذ كمية صغيرة من الدهون في بطنه. وعلى مدار ثمانية أسابيع، انقسمت الخلايا في المختبر إلى 100 مليون خلية. ثم حُقنت الخلايا الجذعية في الفقرات القطنية لدى المريض، في أسفل الظهر، بعد 11 شهرًا من الإصابة.
يصرح الطبيب بيدون قائلًا: “نريد أن نتدخل حينما يتوقف العلاج الطبيعي عن التقدم، وبالتالي لا نسمح بالتدخل لنيل الثناء عن التحسينات المبكرة التي تحدث كجزء من المراحل الطبيعية للعديد من إصابات الحبل النخاعي. في هذه الحالة، حُقن المريض بالخلايا الجذعية بعد عام تقريبًا من إصابته”.
خضع المريض للملاحظة بناءً على القيمة القاعدية وعلى فترات منتظمة على مدار 18 شهرًا بعد الحقن. أحرز العلاج الطبيعي معه تحسنًا. على سبيل المثال، في اختبار المشي لمسافة 10 أمتار، تحسنت القيمة القاعدية 57.72 ثانية بعد الشهر 15 بحيث قطعها في مدة 23 ثانية. وفي اختبار السير، تحسنت القيمة القاعدية لدى المريض لسير 635 قدمًا في 12.8 دقيقة بعد الشهر 15 بحيث قطع 2,200 قدم في 34 دقيقة.
كذلك أحرز العلاج المهني للمريض تحسنًا، مثل قوة المسك والقرص، ومهارات استخدام اليد. تحسنت درجات الإحساس، بناءً على اختبارات الوخز بالدبوس واللمس الخفيف، كما تحسنت الصحة العقلية لديه.
يقول الطبيب بيدون: “تنتقل الخلايا الجذعية إلى أعلى مستوى من الالتهاب، وهو مستوى إصابة الحبل النخاعي، ولكننا نفتقر إلى الفهم الكامل لآلية الخلايا في التفاعل مع الحبل النخاعي.” وباعتبار ذلك جزءًا من الدراسة، جمع الباحثون السائل الدماغي النخاعي من جميع المرضى للبحث عن العلامات البيولوجية التي قد تحل شفرات الشفاء. العلامات البيولوجية مهمة لأنها يمكن أن تساعد في تحديد العمليات بالغة الأهمية التي تؤدي إلى إصابة الحبل النخاعي على مستوى الخلايا ويمكن أن تؤدي إلى علاجات تجديدية.
يقول الأستاذ الدكتور فينتشان كيو اختصاصي العلاج الطبيعي وتخفيف الألم في Mayo Clinic، ومؤلف رئيسي في التقرير،: “الطب التجديدي مجال دائم التطور. والبحث الذي أجرته Mayo واستخدام الخلايا الجذعية نتاج سنين من البحث العلمي الدقيق. ونحرص كل الحرص على أن يكون المريض الذي يتلقى علاج الخلايا الجذعية على علم تام بالمخاطر والفوائد والبدائل والأمور غير المعروفة عن هذه العلاجات. وعلى مدار تجاربنا السريرية مع الخلايا الجذعية، فإننا نتعلم من تلك الإجراءات ونحسّنها.”
وأردف المؤلفون ملحوظة وهي ضرورة إجراء مزيد من الدراسات للتحقق علميًا من فاعلية العلاج بالخلايا الجذعية للشلل الناتج عن إصابة في الحبل النخاعي. وغير معلوم متى أو هل سيحصل هذا الإجراء على اعتماد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بحيث يدخل في إجراءات الرعاية السريرية الروتينية أم لا.
الباحثون الآخرون المشتركون في الدراسة هم الأستاذ الدكتور ألان بيتز؛ والدكتورة ساندي جونكالفز؛ والأستاذ الدكتور إف إم معين الدين؛ والدكتور محمد علي ألفي (بكالوريوس الطب والجراحة)؛ والدكتور أنشيت جويال (بكالوريوس الطب والجراحة)؛ والطبيب ياجيز يولكو؛ والدكتورة كريستين هان، طبيبة العظام؛ والدكتورة كريستين جارلاندر، طبيبة العظام؛ والطبيب رونالد ريفز؛ والأستاذ الدكتور أندري تيرزك؛ والطبيب أنتوتي ويندباك — وكلهم يعملون لدى Mayo Clinic.
تم تطوير منتج الخلايا وتصنيعه في مختبر علاجات المناعة والخلايا السلفية والخلايا (Immune, Progenitor and Cell Therapeutics (IMPACT)) التابع لمؤسسة Mayo Clinic ويديره الدكتور ديتز.
مصادر تمويل هذا البحث هي مركز الطب التجديدي بولاية مينيسوتا ومبادرة Mayo Clinic Transform the Practice كما حظي بدعم مركز الطب التجديدي في Mayo Clinic.
ليس للمؤلفين إفصاحات ذات صلة أو تضارب للمصالح بشأن هذا التقرير.
###
حول Mayo Clinic Proceedings
Mayo Clinic Proceedings هي مجلة طبية شهرية تصدر بعد مراجعة النُظراء وتنشر مقالات أصلية ومراجعات تتناول الطب السريري وطب المختبرات والأبحاث السريرية وأبحاث العلوم الأساسية وأبحاث طب الوبائيات السريري. وتصدر Mayo Clinic Proceedings برعاية مؤسسة Mayo Foundation للبحوث والتعليم الطبي كجزء من التزامها بتعليم الأطباء. وتنشر أبحاثًا لباحثين من مختلف بلدان العالم. تنشر الصحيفة مقالات وأبحاثًا منذ أكثر من 90 عامًا وبلغ عدد إصداراتها 127,000 إصدار. تفضل بزيارة موقع صحيفة Mayo Clinic Proceedings على الويب لعرض المقالات.
نبذة عن مركز الطب التجديدي في Mayo Clinic
يسعى مركز الطب التجديدي في Mayo Clinic إلى دمج وتطوير ونشر منتجات الطب التجديدي وخدماته الحديثة التي لا تنفك عن تمييز الممارسات التي تجذب المرضى من جميع أنحاء العالم من أجل تلقي خدمات الرعاية المتطورة. يمكنك معرفة المزيد على موقع ويب مركز الطب التجديدي.
نبذة عن Mayo Clinic
Mayo Clinic هي مؤسسة غير ربحية ملتزمة بالممارسات السريرية والتعليمية والبحثية المبتكرة، كما توفر رعاية شاملة على أيدي مجموعة من الخبراء لكل من يحتاج إلى الشفاء، فضلاً عن الرد على استفساراتهم. تفضل بزيارة شبكة Mayo Clinic الإخباريةلمزيد من أخبار Mayo Clinic، ونظرة ثاقبة على Mayo Clinicلمزيد من المعلومات حول Mayo.
جهة الاتصال الإعلامية:
شارون ثيمر، مسؤول الشؤون العامة في Mayo Clinic، 507-284-5005، [email protected]
Original post https://alertarticles.info