مدينة روتشستر، ولاية مينيسوتا- تحدث قرابة 1.5 مليون نوبة قلبية وسكتة دماغية كل عام للرجال والنساء في الولايات المتحدة. ويلعب كلًا من الجنس والعمر دورًا كبيرًا في تحديد من يُصاب بنوبة قلبية، والطرق المستخدمة لعلاج هذه النوبات القلبية، والنتائج النهائية بعد الخروج من المستشفى للأشخاص المصابين بالنوبات القلبية. يناقش باحثو مايو كلينك هذه الاختلافات بين الجنسين والفئات العمرية في نتائج الدراسة المنشورة في مجلة مايو كلينك برسيدنجز.
في هذه الدراسة، أراد باحثو مايو كلينك معرفة ما إن كان العمر عاملًا رئيسيًا في الاختلافات بين الجنسين لدى المرضى المصابين بنوبة قلبية. وقيَّم فريق الباحثين أكثر من 6.7 مليون سجل رعاية في المستشفى للنوبات القلبية باستخدام البيانات العامة للرعاية في المستشفى لجميع الجهات الثالثة المأخوذة من “عينة المرضى الداخليين على الصعيد الوطني” (NIS). وصنفوا المعلومات حسب الجنس وقسموا المرضى إلى أربع فئات عمرية: أقل من 45، ومن 45 إلى 64، ومن 65 إلى 84، وما فوق 84 عامًا.
لمقارنة العلاج المقدم بشكل كامل، تم تصنيف المرضى حسب نوع النوبة القلبية. في النوبة القلبية بسبب احتشاء عضلة القلب الناجم عن ارتفاع مقطع ST (اختصارًا STEMI)، يحدث انسداد كامل في الشريان الذي يمد القلب بالدم. في النوبة القلبية بسبب احتشاء عضلة القلب الناجم عن عدم ارتفاع مقطع ST (اختصارًا NSTEMI)، لا يحدث ارتفاع في المقطع ST، ولكن يوجد عادةً انسداد شرياني كبير ولكن جزئي.
تظهر النتائج عدة نقاط رئيسية فيما يتعلق بالاختلافات الجنسية والعمرية، وفق محمد عدنان الخولي، دكتور الطب، طبيب القلب التدخّلي في مايو كلينك والمؤلف الأول للدراسة.
يصاب النساء بنوبات قلبية حادة أقل من الرجال في جميع الفئات العمرية. لكن نظرًا لوجود عدد أكبر من النساء – مقارنة بالرجال – فوق 84 عامًا، فإن عدد النساء المصابات بالنوبات القلبية في تلك الفئة العمرية أكبر. في مجموعتي “احتشاء عضلة القلب الناجم عن عدم ارتفاع مقطع ST” و”احتشاء عضلة القلب الناجم عن ارتفاع مقطع ST”، كان لدى النساء اختلافات مميزة في مستويات مخاطر الإصابة بأمراض القلب، مقارنة بالرجال، حيث كانت النساء أكثر عرضة للإصابة بفرط ضغط الدم، والسكري، وفقر الدم، والرجفان الأذيني، وأمراض الرئة المزمنة، والسكتة الدماغية في وقت سابق. لكن النساء كُنَّ أقل عرضة من الرجال للإصابة بنوبة قلبية في وقت سابق وأقل عرضة لزراعة مقوم نظم القلب مُزيل الرَّجَفان القابل للزرع، أو إعادة التوعّي في وقت سابق، أو التعرض لصدمة قلبية.
وتظهر البيانات اختلافًا واضحًا بين الجنسين من حيث إدارة النوبة القلبية في المستشفى. في مجموعة “احتشاء عضلة القلب الناجم عن عدم ارتفاع مقطع ST”، كانت النساء من أي عمر أقل عرضة من الرجال للخضوع لتصوير الأوعية التاجية وتصوير الأوعية الدموية للقلب، والرأب الوعائي لفتح الشرايين المسدودة باستخدام القِسطار البالوني، أو جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي لإعادة توجيه تدفق الدم، أو تلقي دعم ميكانيكي للدورة الدموية. وفي مجموعة “احتشاء عضلة القلب الناجم عن ارتفاع مقطع ST”، كانت النساء أقل عرضة لإجراء تصوير الأوعية التاجية أو الرأب الوعائي الأولي، أو تلقي دعم ميكانيكي للدورة الدموية. وكان هذا صحيحًا في جميع الفئات العمرية.
مقارنةً بالرجال، تُظهر البيانات أن أسوأ نتائج للمستشفيات بين النساء تقتصر على من هن أصغر سنًا. في مجموعة “احتشاء عضلة القلب الناجم عن عدم ارتفاع مقطع ST”، كانت النساء دون 65 عامًا أكثر عرضة للوفاة في المستشفى جرّاء نوبة قلبية. كما لوحظ هذا الاختلاف في معدل الوفيات بين النساء مقابل الرجال في المرضى الذين تقل أعمارهم عن 85 عامًا في مجموعة “احتشاء عضلة القلب الناجم عن ارتفاع مقطع ST”. وفي كلتا الفئتين من النوبات القلبية، كانت النساء الأصغر سنًا أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الأوعية الدموية والنزيف الحاد، على الرغم من أن هذا ليس صحيحًا بالنسبة للسكتة الدماغية وإصابة الكلى الحادة.
ويقول الدكتور الخولي: “تشير هذه البيانات إلى أن النساء الأصغر سنًا خاصةً عرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بمضاعفات بالغة بعد النوبة القلبية، وبالتالي يجب أن يكون هذا محور الأبحاث القادمة؛ لتحديد استراتيجيات للتخفيف من هذا الخطر المتزايد”.
###
نبذة عن مجلة مايو كلينك بروسيدنجز مجلة مايو كلينك برسيدنجز هي مجلة طبية تَصدُر شهريًا ويراجعها زملاء المهنة وتنشر مقالات ومراجعات أصلية تتناول الطب السريري والمختبري والأبحاث السريرية والأبحاث العلمية الأساسية وعلم الأوبئة السريري. وتَصدر مجلة مايو كلينك بروسيدنجز تحت رعاية مؤسسة مايو للبحث والتعليم الطبي كجزء من التزامها بتعليم الأطباء. وتنشر أبحاثًا لمؤلفين من مختلف بلدان العالم. تنشر الصحيفة مقالات وأبحاثًا منذ أكثر من 90 عامًا وبلغ عدد إصداراتها 127,000 إصدار.
عن مايو كلينك
مايو كلينك هي منظمة غير ربحية ملتزمة بالابتكار في الممارسة السريرية والتعليم والبحث، وتوفر الرَأفَة والخبرة والإجابات لكل من يحتاج إلى الشفاء. قم بزيارة شبكة أخبار مايو كلينك للحصول على المزيد من أخبار مايو كلينك، وزيارة حقائق مايو كلينك للحصول على مزيد من المعلومات عن مايو كلينك.