الغلوتين هو بروتين موجود في الحبوب، مثل القمح والشعير والجاودار (الشيلم). في حال الإصابة بالداء البطني، يؤدي تناول أطعمة تحتوي على الغلوتين إلى تحفيز تفاعل مناعة ذاتية يسبب ضررًا لخلايا الأمعاء الدقيقة. وقد يسبب ذلك الضرر الإصابة بالإسهال، والإرهاق، وفقدان الوزن، والانتفاخ، وفقر الدم ومشكلات أخرى، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
يقول الدكتور سامي إن حالة عدم تحمل الغلوتين هي الأكثر شيوعًا. ويضيف أنها أشبه بحالة عدم تحمل الحليب ومشتقاته أو البصل أو الثوم.
ويقول الدكتور سامي: “في حال الإصابة بعدم تحمل الغلوتين، لا يحدث ضرر أو التهاب في الخلايا، فالأمر أقرب إلى الحساسية، أي أن الغلوتين لا يتوافق مع الجسم. فإذا أكلتَ طعامًا يحتوي على الغلوتين وحدث لديك تفاعل فوري، مثل الإسهال، فأغلب الظن أن يكون ذلك ناتجًا عن عدم تحمل الغلوتين وليس الداء البطني، لأن الداء البطني يتفاقم ببطء ولا تشعر به فورًا غالبًا”.
يقول الدكتور سامي إن إحدى علامات إصابة شخص بعدم تحمل الغلوتين أو الداء البطني ظهور عَرَض واحد أو أكثر من الأعراض المَعِدية المَعوية مثل الإسهال أو الانتفاخ أو حرقة المعدة، وتقل هذه الأعراض أو تختفي عند استبعاد الغلوتين من النظام الغذائي وتعاود الظهور إذا استأنف الشخص تناول أطعمة تحتوي على الغلوتين. ويضيف أنه إذا حدث ذلك فمن المهم إجراء اختبار لأنه من المحتمل أن يكون الشخص مصابًا بالنوع الأكثر خطورة، وهو الداء البطني.
يقول الدكتور سامي إنه يمكن علاج عدم تحمل الغلوتين ببساطة عن طريق تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين دون استبعادها تمامًا.
ويضيف: “ويعتمد ذلك على درجة عدم التحمل، فقد يتحسن بعض الأشخاص بعد تقليل نصف ما يتناولونه من الأطعمة المحتوية على الغلوتين، بينما قد يحتاج آخرون إلى تقليل كمية أكبر من ذلك. ويختلف الأمر عن الداء البطني، والذي يجب أن تمتنع فيه تمامًا ونهائيًا عن تناول أي أطعمة تحتوي على الغلوتين”.
تبدأ عملية تشخيص الإصابة بالداء البطني بإجراء اختبار دم لتحديد ما إذا كان الجسم يتعامل مع الغلوتين باعتباره دخيلًا، ومن ثم يفرز مستويات عالية من الأجسام المضادة لحماية نفسه من الغلوتين. وإذا جاءت نتيجة اختبار الدم إيجابية، يُجرى اختبار تصويري يسمي التنظير لأخذ خزعات للكشف عن تضرر الأمعاء الدقيقة.
يقول دكتور سامي: “ننصح الأشخاص عادةً بعدم اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين في حال خضوعهم لاختبار للكشف عن الداء البطني، لأنه قد ينتج عن ذلك نتيجة سلبية كاذبة لاختبار الدم”.
ويضيف أنه بالنسبة لمعظم المرضى الذين شُخصت إصابتهم بالداء البطني، فإن استبعاد الغلوتين يجعل المرض تحت السيطرة. ولكن إذا أظهر التشخيص عدم الإصابة بالداء البطني، فلا يوجد سبب لاستبعاد الغلوتين.
يقول الدكتور سامي: “لا يوجد دليل على أن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين أفضل صحيًا في حد ذاته، فالأمر ليس متعلقًا بالغلوتين. لنأخذ البسكويت على سبيل المثال: يجب أن نأخذ في الحسبان الدهون والسكر في البسكويت وليس الغلوتين.”
###
نبذة عن مايو كلينك للرعاية الصحية
مايو كلينك للرعاية الصحية، الموجودة في لندن، هي شركة فرعية مملوكة بالكامل لـ مايو كلينك، وهي مركز طبي أكاديمي غير هادف للربح. تُصنَّف مايو كلينك في الولايات المتحدة في المرتبة الأولى في تخصصات كثيرة أكثر من أي مستشفى آخر وفقًا لتقرير يو إس نيوز آند وورد ريبورت بسبب: جودة الرعاية. مايو كلينك للرعاية الصحية هي المدخل في المملكة المتحدة لتلك التجربة التي لا مثيل لها. تفضل بزيارة مايو كلينك للرعاية الصحية لمزيد من المعلومات.