sciencenewsnet.in

باحثو مايو كلينك يجدون أن وجود تاريخ من الإصابة بالسرطان أو مرض الشريان التاجي يساعد في تقليل خطر الإصابة بالخَرَف

مدينة روتشستر، ولاية مينيسوتا — تزداد مخاطر الإصابة بالخرف والسرطان وأمراض الأوعية الدموية مع التقدم في العمر، وكذا يزداد عدد سكان الولايات المتحدة من كبار السن. لكن العلاقة بين تلك الحالات المرضية ما تزال غير مفهومة بالكامل. في الآونة الأخيرة، أعلن باحثو مايو كلينك عن اكتشاف مثير للاهتمام مفاده: أن وجود تاريخ من الإصابة بالسرطان أو مرض الشريان التاجي قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف. ونُشرت نتائج دراستهم في مجلة مرض الزهايمر. 

تزداد شريحة من يبلغون 85 عامًا فما فوق في البلاد أكثر من غيرها، ومن المتوقع أن تزداد النسبة المئوية لمن هم في هذه الفئة العمرية إلى أكثر من الضعف بحيث تصل إلى 4.8% بحلول عام 2050، وفقًا لمكتب الإحصاء الأمريكي. نتيجة لذلك، يظل داء الزهايمر، وهو السبب الرئيسي الخامس للوفاة بين الأمريكيين البالغين 65 عامًا فما فوق، من أهم الأمراض المثيرة للقلق باعتباره أكثر أشكال الخَرَف شيوعًا. 

لقد شرع الباحثون في تحديد تأثير وجود تاريخ من الإصابة بالسرطان أو أمراض الأوعية الدموية لدى بعض الأفراد – على مخاطر الإصابة بالخرف في المستقبل؛ حيث حللوا البيانات المتوفرة بين عامي 1998 و2020 لمجموعة فريدة من المشاركين في دراسات مايو كلينك ممن ماتوا عن عمر يناهز 95 عامًا أو أكثر، وخضعوا لتشريح جثتهم، وتبرعوا بأدمغتهم إلى بنك المخ لدى مايو كلينك بغرض استخدامها لإجراء الأبحاث.  

كما قيم الباحثون السجلات الطبية بحثًا عن التاريخ الموثق للإصابة بمرض السرطان أو أمراض الأوعية الدموية، مثل: مرض الشريان التاجي وداء السكري. واستخدموا التحليل الإحصائي وتقارير الأمراض العصبية ووضعوا نماذج لإجراء الدراسة.  

لقد وجد الباحثون أن وجود تاريخ سابق من الإصابة بالسرطان يقلل من خطر الإصابة بالخرف ويرتبط بظهور كمية أقل من التغيرات الدماغية المرتبطة بداء الزهايمر، مثل تكوين بروتين تاو السام، وهو السمة المميزة لهذا المرض. تقول ميليسا موراي، الحاصلة على الدكتوراه، عالمة الأعصاب والمؤلفة الرئيسية للدراسة: “ربما تكون تغييرات جزيئية كامنة تعارض بعضها بعضًا. إذ يريد السرطان التكاثر والتوسع والنمو، في حين أن التغييرات الجزيئية المرتبطة بداء الزهايمر تريد قتل الخلايا. الأمر أشبه بشد الحبل”. وتتولى الدكتورة موراي قيادة مختبر علم الأمراض العصبية التحويلي في مايو كلينك بولاية فلوريدا.  

يقول الباحثون إنه من الممكن تنظيم الجينات والآليات الشائعة المرتبطة عادة بنمو الخلايا وصيانتها في اتجاهين معاكسين. إلا إنهم يتوقعون أن زيادة الآليات الداعمة للنمو قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، أما زيادة آليات موت الخلايا فقد تزيد من خطر الإصابة بالخَرَف. على الرغم من عدم تناول هذا الموضوع في هذه الورقة البحثية، فإنهم قد لاحظوا أن علاجات السرطان، مثل: المعالجة الكيميائية، قد تؤثر أيضًا على خلايا الدماغ وتمنع تكون وانتشار البروتينات المرتبطة بالأمراض التنكسية العصبية المرتبطة بالتقدم في العمر. كما أوضحوا أن فهم ما يحدث داخل أدمغة المرضى قبل علاج السرطان وخلاله وبعده بصورة أفضل – سيكون مفيدًا في تحديد العوامل التي تحفز الإصابة بالخرف أو تقي منه. 

وكذا درس فريق البحث عوامل الخطر المرتبطة بأمراض الأوعية الدموية، مثل: التدخين وارتفاع ضغط الدم والسكري، عند حسابهم لاحتمالات الإصابة بالخرف. وعلى الرغم من كل تلك الحالات المرضية تزيد من مخاطر الإصابة، فقد وجدوا أن السكري هو أقوى عوامل الخطر المساهمة. من المثير للدهشة أن الباحثين وجدوا أيضًا أن وجود تاريخ من الإصابة بمرض الشريان التاجي يحد من خطر الإصابة بالخرف. حيث يفترض الباحثون أن هذا الأمر ربما يرتبط بمنافع علاجات أحد الأمراض المعروفة على مدار سنوات عديدة. إذ صُممت الأدوية المستخدمة لعلاج مرض الشريان التاجي لتقليل اللويحات الخطيرة في الشرايين التاجية وتعزيز صحة الأوعية الدموية في الدماغ.  

لقد أدرك الباحثون أن السيطرة على عوامل خطر أمراض الأوعية الدموية هي استراتيجية واعدة لتقليل خطر الإصابة بالخَرَف، ويقولون إن نتائج دراستهم تدعم العيش بأسلوب حياة صحي بشكل عام.  

تقول الدكتورة موراي: “أظن أن هذا الأمر يشير إلى ضرورة التأكيد على أهمية تجنب داء السكري، والأهمية المحتملة للعلاج من مرض الشريان التاجي”. 

حصل هذا البحث على التمويل جزئيًا من رابطة الزهايمر، والمعهد الوطني للشيخوخة، والمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية، ووزارة الصحة بفلوريدا، وبرنامج إد وإيثيل مور لأبحاث مرض الزهايمر. راجع الورقة البحثية المنشورة للحصول على قائمة كاملة بالمؤلفين ومصادر التمويل والإفصاحات.  

### 

للصحفيين: يمكن اقتباس المعلومات الواردة في هذا المقال وإرجاع مصدرها إلى مايو كلينك. لمقابلة الدكتورة ميليسا موراي أو أيٍ من خبراء مايو كلينك، يُرجى الاتصال بالعلاقات الإعلامية بمايو كلينك عبر البريد الإلكتروني: newsbureau@mayo.edu.  

للمزيد من المعلومات حول أبحاث مايو كلينك، راجع ديسكفريز إيدج. 

نبذة عن مايو كلينك 

مايو كلينك منظمة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير الرعاية والخبرة لكل من يحتاج إلى التعافي والرد على استفساراته. لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك، تفضَّل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية.