sciencenewsnet.in

انتبه لعرض الارتجاج الصامت

أواتونا، ولاية مينيسوتا — تُعد الدوخة والصداع والتشوش والإرهاق وضبابية الرؤية والحساسية للضوء ضمن أكثر الأعراض شيوعًا لحالة الارتجاج. ولكن بمجرد أن تتلاشى الأعراض ويبدأ المرضى في استئناف أنشطتهم العادية، قد يبدأون أيضًا في الشعور بآثار الارتجاج الكامنة التي غالبًا ما يتم إغفالها، مثل الرنين المستمر في آذانهم والحساسية للضوضاء وصعوبات السمع، وذلك بحسب كاتي ديس، أخصائية السمع في نظام مايو كلينك الصحي. 

والارتجاج هو شكل بسيط من أشكال إصابات الدماغ الرضحية التي تنتج عن ارتطام الرأس. ويمكنه أن يغير في خلايا الدماغ، بما فيها تلك المرتبطة بالسمع. تشفى بعض هذه التغييرات بينما يدوم البعض الآخر.

حيث يمكن أن يتأثر السمع لدى البالغين والأطفال الذين شُخصوا بالارتجاج في أعقاب التعرض لحوادث شائعة مثل إصابة الرأس الناجمة عن السقوط أو حادثة سيارة أو ركوب دراجة بدون خوذة. كما يمكن أن يُصاب أشخاص آخرون كالرياضيين وأفراد الخدمة العسكرية بسبب طبيعة أنشطتهم الرياضية أو مهنهم.

كيفية تأثير الارتجاج على السمع

تبطن الشعيرات السمعية الصغيرة الأذن الداخلية. هذه الشعيرات السمعية مهمة للغاية لتحويل الطاقة الصادرة من اهتزازات طبلة الأذن وعظام الأذن الوسطى إلى طاقة كهربية يمكنها التحرك عبر الأعصاب وصولًا إلى الدماغ حيث تجري معالجتها.

تخيل أن هذه الشعيرات السمعية هي أوراق عشبية رفيعة. عندما تطأ العشب، تنتصب بعض هذه الأوراق مرة أخرى وتعود إلى وضعها الطبيعي، بينما يبقى بعضها الآخر مسوىً بالأرض أو منثنيًا. شعيرات أذنك تتصرف بنفس الطريقة. فالشعيرات التي تضررت بسبب الارتجاج لا يمكن أن تنمو مرة أخرة أو تُرمم، ولن يكون بإمكانها إرسال إشارات إلى الدماغ مرة أخرى.

يمكن أن يسبب هذا الضرر الذي يلحق بالشعيرات السمعية رنين في الأذن — يُعرف باسم الطنين— وفقدان السمع والحساسية للضوضاء وعدم القدرة على معالجة الأصوات بطريقة سليمة، مثل الكلام.

كيفية تأثير الارتجاج على معالجة الأصوات

ترصد الخلايا العصبية الدقيقة في الأذن الأصوات وتنقلها في صورة إشارات للدماغ حيث تُعالج الأصوات. لكن يمكن لأي إصابة للخلايا العصبية أن تعطل هذه العملية. وأولئك الأشخاص الذين أُصيبوا بارتجاج قد يجدون صعوبة في تمييز الكلمات في البيئات الصاخبة، رغم أن سمعهم بشكل عام قد يكون جيدًا.

وقد اختبر الباحثون الرياضيين الذين أُصيبوا من قبل بارتجاج، باستخدام اختبارات الكلام وسط ضوضاء. حيث استمع الرياضي إلى عبارة بسيطة مثل “السكر حلو”. كُررت هذه العبارة مع وجود ضوضاء متزايدة في الخلفية. ووجد الباحثون أن كلما كانت الضوضاء في الخلفية أعلى، قلت قدرة الرياضيين على تمييز الكلمات.

كما أظهرت اختبارات أخرى أن الرياضيين الذين قد أُصيبوا بارتجاج قد يكون لديهم حساسية مفرطة للأصوات أو صعوبة في معالجة الكلمات المنطوقة سريعًا.

لا تهمل مشكلات السمع

يمكن أن يُصاب الأشخاص من جميع الأعمار بالارتجاج أثناء ممارستهم أنشطة مختلفة أو نتيجة التعرض لحادث مثل:

إذا أصيب طفلك بارتجاج، فمجرد أن تخف أعراض الارتجاج الرئيسية يصبح من الضروري ملاحظة ما إذا كان يتحدث عن شعوره بدوخة أو وجود رنين في الأذن أو مشكلة في السمع. يمكن أن تتحسن بعض هذه الأعراض، بينما يصبح بعضها الآخر دائمًا.

قد تظهر أيضًا مشكلات السمع أو معالجة الأصوات في صورة صعوبة في التركيز أو صعوبات جديدة في الواجبات المدرسية.

مكان طلب المساعدة

عند السعي للحصول على مساعدة بخصوص الاشتباه في وجود مشكلات في السمع بسبب الارتجاج، فكر في استشارة اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة الذي يمكنه تقييم صحة الأذن وتحديد ما إذا كان هناك حالات كامنة مسبقة قد تكون مساهمة في ظهور الأعراض.

يمكن لأخصائي السمع المساعدة في حل مشكلات الدوخة والتوازن واختبار السمع وتوفير الأدوات والاستراتيجيات لإدارة الأعراض. وفي الحالات الشديدة، يمكن لاختصاصي السمع تحديد ما إذا كانت هناك حاجة للمعينات السمعية ومناقشة الخيارات للتعامل مع مشكلات السمع.

###

نبذة عن مايو كلينك
مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير التعاطف والخبرة لكل مَن يحتاج إلى الاستشفاء والرد على استفساراته. لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك، تفضَّل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية.