السادة الأعزاء في مايو كلينك: أنا مدير رياضي في مدرسة إعدادية، والعام الدراسي الجديد على وشك البدء. أتوقع رؤية زيادة في الإصابات المرتبطة بالرياضة بسبب كرة القدم، وكرة القدم الأمريكية، والتشجيع، وكرة قدم العلَم، وغيرها من الأنشطة. يصاب الرياضيون الصغار بالعديد من التورمات والكدمات، ولكن كيف يمكنهم تفادي الإصابات؟ هل هناك أي نصائح متعلقة بفترة الراحة اللازمة قبل العودة للملاعب والمشاركة في المباريات؟
الإجابة: الرياضة فرصة رائعة للشباب. فالرياضة لا تضمن فقط فوائد للصحة البدنية، ولكنها أيضًا تجلب فوائد اجتماعية، وعاطفية، ونفسية وتعليمية. وعند المقارنة بين من يشاركون في رياضات الشباب وأولئك الذين لا يشاركون، فإن الرياضيين الشباب يتمتعون بمعدل أقل من القلق والاكتئاب، كما يزداد معدل احترام الذات، وتقل نسبة تعاطي المخدرات، وتتحسن المهارات الحياتية، وتزداد الإنجازات الأكاديمية، وترتفع الجودة العامة للحياة.
إلا إنه هناك مخاطر محتملة للاشتراك في الرياضات، منها الإصابات. يعاني الرياضيون الشباب من إصابات مختلفة بما أنهم ما زالوا في طور النمو وتزداد نسبة تعرضهم للإصابات. هناك بعض الرياضات تصاحبها مخاطر للإصابات الشائعة، ولكن قد تحدث إصابة خلال ممارسة أي نشاط.
من أنواع الإصابات الجرحية: الإصابات الرضحية والإصابات الناتجة عن فرط التدريب.
الإصابات الرضحية
الإصابات الرضحية عادة ما تكون مفاجئة وتكون بسبب التواء، أو سقوط، أو اصطدام. وعادة ما تحدث هذه الإصابات عند تفاعل اللاعب مع البيئة الرياضية. من الأمثلة الشائعة عليها: كسور العظام، والتواءات الأربطة، وشد العضلات والأوتار، وجروح وخدوش الجلد. والإصابات الأخرى، مثل: الارتجاجات أو الإصابات التي تؤثر على الأجهزة العضوية، تكون أقل شيوعًا.
الإصابات الرضحية يصعب تجنبها أكثر. على سبيل المثال، بعض الرياضات مثل كرة القدم الأمريكية تنطوي على العديد من الاصطدامات المتعمدة في كل مباراة، وهو ما يزيد خطر الإصابة. أما كرة القدم، فتحتوي على عدد أقل من الاصطدامات، ولكن تظل هناك مخاطر كبيرة لاصطدام أجزاء الجسم أو التواءها. وهذا يعني أن الرياضيين معرضون لإصابات رأس ورقبة أقل خطورة.
وفي بعض الأحيان تحدث هذه الإصابات بسبب المشي أو الجري على سطح غير متساوٍ. الرياضات الأخرى مثل الجري في الهواء الطلق، والتشجيع، والرقص، ليس بها نفس القدر من الإصابات الرضحية. ولكن بها مخاطر للسقوط وكسر العظام.
هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن وضعها في الاعتبار لتقليل مخاطر الإصابات الرضحية تشمل:
- بدء برامج الوقاية من الإصابات
بعض الأنماط الحركية أو نقاط الضعف يمكن أن تزيد من خطر الإصابة. ويمكن لأدوات الفحص البحث عن الأنماط الحركية ومحاولة توقع مخاطر الإصابة، حيث تهدف البرامج إلى منع الإصابات. على سبيل المثال، هناك عدة برامج تهدف إلى الوقاية من تمزقات الرباط التصالبي الأمامي. الطبيب الرياضي المحترف يمكن أن يرشدك إلى مصادر للفحص والوقاية. كما يجب أيضًا التفكير في برامج للوقاية من الإصابات في المستشفيات المحلية ومنظمات الرعاية الصحية.
- ارتدِ المعدات المناسبة وتأكد من ملائمة مقاسها
تتميز العديد من الرياضات بمعدات مثل: الخوذ، وواقي الأسنان، وواقي العينين، والحشوات الوقائية، والدعامات، والواقيات. المعدات مصممة لحماية الرياضيين من الإصابات. وإذا لم يتم ارتداؤها بالشكل المناسب، عادة ما تكون غير فعالة. قد يساعد المدربون الرياضيون في المدارس، أو العاملون في المجال الطبي، أو مسؤولو المسابقات في توفير المصادر الملائمة.
- تأكد من اتباع الطلاب الرياضيين لقواعد اللعبة
هناك العديد من الرياضات التي تتمتع بقواعد لحماية الرياضيين الشباب من الإصابات ومن ذلك القواعد التي تمنع العرقلة بالجذع في كرة القدم أو الإعاقة غير القانونية في الهوكي. قد يقلل اتباع القواعد والتشجيع على تغيير القواعد لضمان السلامة من مخاطر الإصابات.
- قم بالتأهيل بالكامل بعد الإصابات قبل بدء ممارسة الرياضات أو الأنشطة أو العودة إليها
حتى إصابة التواء الكاحل البسيطة من الممكن أن تسبب مشكلة إذا لم يتم التأهيل منها تأهيلًا كاملًا. من المهم أن يعمل الرياضي المصاب مع شخص لديه معرفة بالتأهيل من الإصابات قبل العودة للعب، حيث أظهرت الدراسات أن الإصابات في جزء من الجسم يمكن أن تزيد مخاطر الإصابة في أعضاء أخرى، لذا تعامل مع كل الإصابات بحرص وتأكد من العودة لممارسة الرياضة عودة آمنة. ابحث عن شخص محترف لديه خبرة رياضية.
الإصابات الناتجة عن فرط التدريب
الإصابات الناتجة عن فرط التدريب تحدث تدريجيًا بمرور الوقت، عند تكرار حركة أو ضغط معين على هياكل معينة في الجسم، وهذا، بالإضافة إلى عدم الحصول على راحة كافية وعدم الاستشفاء مما ينتج عنه إصابات. بعض الأمثلة على ذلك تشمل كسور الإجهاد، والتهاب الأوتار، وتهيج الأوتار، والتهاب المشاشة والذي يعتبر إصابة بسبب الإجهاد في مراكز نمو العظام.
ومثل الإصابات الرضحية، هناك رياضات معينة تزيد مخاطر الإصابات الناتجة عن فرط التدريب أكثر من رياضات أخرى. العداؤون معرضون بصورة أكبر للإصابات الناتجة عن فرط تدريب الأطراف السفلية، بالإضافة إلى لاعبي التنس، والسباحين، ولاعبي البيسبول المعرضين للإصابات الناتجة عن فرط تدريب الأطراف العلوية. يمكن الوقاية من الإصابات الناتجة عن فرط التدريب بصورة أكبر، لأنها عادة ما تكون نتيجة أخطاء التدريب أو حمل زائد أو إجهاد على جزء معين في الجسم.
هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن وضعها في الاعتبار لتقليل مخاطر الإصابات الناتجة عن فرط التدريب:
- ابدء التدريب قبل بداية الموسم
الزيادة السريعة في وتيرة التدريب أو التغيير المفاجئ في نوع التدريب يمكن أن يكون عامل خطورة يتسبب في إصابات معينة. لم تحظ الأنسجة بوقت كافٍ للتكيف مع المتطلبات الجديدة وهي مُعرضة لمخاطر الإصابات، التدريب التدريجي لعدة أسابيع قبل بداية الموسم يمكن أن يجهز الطلاب الرياضيين للمطالب المرتفعة للموسم.
- تأكد من شرب المياه والتغذية بشكل كافٍ
الطاقة وشرب الماء بشكل غير كافٍ من عوامل الخطر للإصابات. على سبيل المثال، خلال ممارسة الجري في الأماكن المفتوحة أو الرقص يحتاج الرياضيون إلى استخدام طاقة كبيرة ويحصلون على طاقة أقل نسبيًا، مما يزيد خطر الإصابة، خاصة كسور الإجهاد.
- اتبع توصيات الراحة والتدريب
الراحة غير الكافية أو التدريب الزائد يزيدان مخاطر الإصابات. الكثرة ليست الأفضل دائمًا. فالأشخاص الذين يشاركون في الأنشطة الرياضية طوال العام، أو طوال أيام الأسبوع تزيد مخاطر تعرضهم للإصابات مقارنة بمن يأخذون فترات راحة.
- أنصِت لجسدك
هناك فرق بين الألم والإصابة. ولكن، معظم الآلام مثل ألم العضلات يجب أن تتحسن بمرور الوقت أو مع الراحة. استمرار الألم هو دليل من الجسم على إصابة تبعث على القلق. الطلاب الرياضيون من الممكن أن يترددوا في الاعتراف بما يقلقهم، لذا من المهم دائمًا التحدث مع الشباب وتشجيعهم على التحدث إذا كانوا يشعرون بعدم الراحة.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة لتقليل المخاطر، يمكن حدوث إصابات.
من الممكن أن تجد صعوبة في التفريق بين الألم والإصابة، ولكن ضع هذه النصائح عين الاعتبار، ووصايا العلاج، والإرشاد لتحديد وقت عودة الطلاب الرياضيين للملعب:
التقييم الطبي ضروري للإصابة إذا حدث الآتي:
- ألم شديد لا يتحسن مع الراحة أو يسوء بمرور الوقت مع ممارسة الأنشطة.
- إصابة تسبب فقد الوظيفة الجسدية، مثل عدم القدرة على المشي، أو الرمي، أو تحريك جزء من الجسم حركة كاملة.
- إصابات تسبب تشوهًا واضحًا أو ورمًا شديدًا.
- إصابات تتسبب في فقدان المتعة خلال ممارسة الرياضة أو عدم القدرة على الاستمرار في التدريب.
بعد الإصابة، اتبع هذه الخطوات الأولية:
- الراحة وتجنب الأنشطة المؤلمة. من المهم السماح للأنسجة بالتعافي.
- استخدم الثلج، والضمادات، والأدوية المضادة للالتهاب المتاحة من دون وصفة طبية عند الحاجة للسيطرة على الألم وتقليل التورم والالتهاب.
- العمل على أنماط حركية لا تسبب الألم وتقي من التيبس والضمور، وهو ما يقود في النهاية إلى عودة أسرع لممارسة الرياضة.
- تحدَّث مع أخصائي الطب الرياضي عن طرق تسريع التعافي.
اعتبارات العودة للعب:
كل إصابة وكل رياضي له وضع مختلف، ودائمًا ما أوصي باتباع نصيحة طبيب محترف. ولكن، قبل عودة الرياضيين للعب يجب أن يكون لديهم ألم طفيف أو لا يكون هناك أي ألم، وأن يتمتعوا بنطاق حركي كامل، وبكامل قواهم، والأهم من ذلك أن يكونوا قادرين على القيام بأنشطة معينة وتلبية متطلبات الرياضة بكل أمان. وأنا أيضًا أخبر مرضاي: عندما تشك في أمر ما، استرحْ.
الرياضة تمنح الرياضيين الشباب العديد من الفوائد. ومع التدريب المناسب، والتذكيرات، والتمارين، نأمل أن يحمل هذا العام الدراسي إصابات أقل. إذا كان لديك طلاب يعانون من مشاكل كبيرة، فكر في تحويلهم إلى عيادة طبيب رياضي للمساعدة في عملية التعافي والتطوير المتخصص.
الدكتور ديفيد سوما، الطب الرياضي وطب الأطفال والمراهقين، مايو كلينك، مدينة روتشستر، ولاية مينيسوتا
###
نبذة عن مايو كلينك
مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير التعاطف والخبرة لكل مَن يحتاج إلى الاستشفاء والرد على استفساراته. لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك، تفضَّل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية.
جهة الاتصال الإعلامية:
رودا مادسون، مايو كلينك للتواصل، newsbureau@mayo.edu